بسم الله الرحمن الرحيم
تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي
إلى أهلنا في تونس:هرب الطّاغية و منظومة الكفر و الطغيان باقية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
الحمد لله الذي أزال بعدله حكم الطغاة وقصم بقُوّته ظهر العتاة والصّلاة والسّلام على الرحمة المهداة نبينا محمد وآله وصحبه،أمّا بعد:
قال الله تعالى:﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَبِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم:4-5) . حيّاكم الله يا أهل تونس رجالا ونساء، شيوخا وشبابا.
حيّى الله أبطال سيدي بوزيد و تالة والقصرين ،حيّى الله شجعان صفاقص و القيروان وبنزرت.
جزى الله خيرا أبناء قفصة ونابل ودوز، وكل حاضرة من حواضر تونس وبادية من بواديها, لله دركم من رجال ،شرّفتم أمّتكم قاطبة ،ورفعتم رؤوسها عاليا, وشفيتم شيئا مما في صدورها , وأعدتم الأمل إلى النفوس اليائسة ،فشكر الله جهدكم وجهادكم, وبارك الله فيكم .
لم تكن ثورتكم انتفاضة عادية، بل كانت زلزالا مدمرا أصاب عرش الطاغية ابن علي فانهدّت أركانه وتداعت جدرانه ﴿ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾، فشمّر المجرم هاربا لا يلوي على شيء في مشهد مشين مهين، مثير للسخرية، وارتجّت لهذه الزلزلة عواصم الكفر شرقا وغربا، فأُعلنت حالة الطوارئ القصوى، ووصل صداها إلى كل العواصم العربية ففزع لها حُكّامها وامتلأت أفئدتهم رعبا .
لقد كان ذلك اليوم عيدا بحق من أسعد وأحلى أعياد المسلمين،فهنيئا لكم، ولنا، ولسائر المسلمين بهذا العيد ،وبهذا النصر الذي بعُد العهد بمثله ،فالحمد لله ,ثم الحمد لله ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾(آل عمران: من الآية126).
وإذا كان من حق الأمة أن تفرح بهذا النصر الجزئي، فإنه من واجبها أيضا أن لا تغفل عمّا يُراد بها، و أن تبقى حذرة متيقظة لأن كل المكاسب التي حققتها في هذه الثورة الشعبية بفضل الله أولا، ثم بفضل تضحيات أبنائها هي الآن و مستقبلا معرضة للسطو والسرقة و الالتفاف .
وفيما يخصنا نحن في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ،فإن هذه الأحداث تستدعي منا الملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى : لا ينبغي لإخواننا في تونس أن يظنوا أنهم كسبوا المعركة مع الكفر و الطغيان فالمعركة طويلة و لا زالت في بدايتها,والذي كسبوه إنما هو جولة أولى وستليها جولات.
صحيح أن الظالم المرتد الفاسد هرب ، ولكن منظومة العمالة و الردّة والظلم والفساد و الاستبداد باقية في البلاد ،فهي موجودة في دستورها وقوانينها ومؤسساتها ,و موجودة في هذه الوجوه الكالحة من رموز العهد البائد وأعمدته ، فما لم يتنحّ الدين المُبدّل ويحل محلّه الدّين المُنزّل ،وما لم تعد العقيدة المغيبة ,وترجع الشريعة المعطلة ،وتسترد الكرامة المهدورة والحقوق المغصوبة ,فالواجب على المسلمين في تونس أن يبقوا على أهبتهم وأن لا يضعوا أسلحتهم.
الملاحظة الثانية :أن أمريكا و فرنسا و معهم الغرب الكافر لم و لن يقبلوا بأي تغيير حقيقي لا يخدم مصالحهم في تونس، و هم الآن عاكفون يخططون لإيجاد العميل البديل الذي يرضون عنه ، و سيسعون بكل ما أوتوا من قوة و مكر و دهاء لإجهاض هذه الثورة الشعبية و الالتفاف و التحايل عليها.
فلا ينبغي لإخواننا المسلمين في تونس أن يغفلوا عن هذه الحقيقة ،فهؤلاء الصليبيون هم أصل البلاء و رأسه لأنهم هم منّ نصَّب هؤلاء الطغاة في بلادنا،فأمّ الخبائث فرنسا هي من دعّمت الطاغية بن علي حتى آخر لحظة ،و ساندته إلى أقصى حدّ حتى بلغ الأمر أن عرضت عليه خبرتها في مجال القمع .
و فرنسا الصليبية هي التي أيدّت الحكم الطاغوتي للجنرالات المجرمين في الجزائر و هي التي دعمتهم و ساندتهم في ذبح المسلمين و قهرهم حتى يومنا هذا.
و عليه فلسنا نشك لحظة واحدة في أن أمريكا و فرنسا ستلعبان نفس الدور القذر في تونس مستقبلا ما لم تردعهما ضربات المجاهدين و صولات أبناء يوسف بن تاشفين.
الملاحظة الثالثة : ابن علي حكم تونس فملأها جورا ،وأذاق أهلها لباس الجوع والخوف ،وفتح أبواب الخروج من الإسلام وأغلق أبواب الدخول فيه حتى كاد المسلمون أن يصيروا ذمة للنصارى الذين غزوا البلاد تحت غطاء السياحة فأمهله الله سبحانه وأملى له و استدرجه فصدق فيه قوله تبارك و تعالى ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَوَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾(الأعراف:182-183).
وكل طاغية من طواغيت المسلمين علا في الأرض كعلو ابن علي، وخرج عن منهج الله كخروجه ،لا بد أن يلقى نفس الجزاء ،الذي هو الخزي والهوان وزوال السلطان.
فعلى كل مجرم من هؤلاء المجرمين أن يفكر من الآن في الوجهة التي سيفر إليها،ولكن إلى أين ؟..
ما لِلعِدى جُنَّةٌ أَوقى مِنَ الهَرَبِ أَينَ المَفَرُّ وَخَيلُ اللَّهِ في الطَّلَبِ
الملاحظة الرابعة: لا أحد يجهل عداوة ابن علي للإسلاميين وقسوته عليهم واضطهاده لهم ؛و كل الناس سمعوا بحربه على الدين :أركانه وشعائره ومقدساته وزيه ومظهره .
وآخر كيد, كاده للإسلام أن منع المسلمين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة متعلقا بأعذار واهية ،فلما افتضح أمره وبان ظلمه وجرمه للعالم، و تبرأ الكفار منه وخذلوه و أسلموه ولم يشفع له ذلك الولاء المطلق الذي أعطاه إياهم ، ولا تلك السنوات الطويلة التي قضاها في خدمتهم ؛آواه في جزيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم من يزعم أنه خادم الحرمين الشريفين وقد كذب ورب الكعبة ،فما هو بخادم لهما ،بل هو مخادع لله ولرسوله ولا يعرف للحرمين حرمة ،ولو كان في قلبه ذرة من الغيرة على دين الله وعلى الحرمين الشريفين ما رضي أن يستضيف على تلك الأرض الطاهرة مجرما أنفت كل دول الكفر أن تستضيفه.
فالويل الويل لمن آوى محدثا... والويل كل الويل لمن خذل المظلوم وكفل الظلوم.
الملاحظة الخامسة: كل الأجهزة الأمنية في الأنظمة العربية خاصة هي أجهزة قمعية وظيفتها حماية الحاكم من رعيته ولذلك لا تتردد في اقتراف أبشع الجرائم أو ارتكاب أشنع المجازر لقمع أي ثورة أو انتفاضة شعبية.
فاليوم في تونس لو يطرح هذا السؤال من يقتل من ؟ فإن الجواب عنه سوف لن يختلف فيه اثنان أو ينتطح فيه عنزان ،لكن البعض في الجزائر لا يحب سماع هذا السؤال ولا يزال يكابر ويعاند ويجادل عن أجهزة إجرامية كانت ولا زالت أشد فتكا وبطشا من الأجهزة التونسية, وجرائمها فاقت جرائم المنظمة السرية الفرنسية.
الملاحظة الأخيرة :رغم أنه من المبكر جدا الحديث عن نجاح الشعب التونسي في إزالة منظومة الطغيان و الكفر ،و رغم أن هروب بن علي لا يعني بالضرورة أن من سيخلفه سيكون أفضل منه إلا أنّ هذه التجربة تصلح أن تكون خطوة تحتذي بها الشعوب الإسلامية فكلها تعيش في شقاء وعناء ونكد تسببت فيه أنظمة مرتدة مستبدة.
وفي هذه التجربة التونسية دليل أيضا على أن هذه الأنظمة لا تزول بالعمل السياسي ولو دام قرونا عديدة .
فيا إخواننا المسلمين في تونس :
ذهب الطاغية و لا زالت منظومة الطغيان و الكفر،و كسبتم معركة و لم تكسبوا الحرب بعد.
و هاهم اليهود و الصليبيون و المرتدون متربصون بكم "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ".
واصلوا معركتكم لإسقاط النظام الطاغوتي ،و الحذر الحذر ...و الاستعداد الاستعداد...و "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
عليكم باغتنام الفرصة التاريخية لنشر منهج التوحيد و الجهاد بين الناس ،و أعدوا و استعدوا فالأيام حبلى و الحرب الصليبية على الإسلام و المسلمين لازالت على أشدها، و إخوانكم المجاهدون مستبشرون خيرا بتونس و أهلها و إننا لنأمل إن شاء الله أن يكون لكم دور مهم قادم في نصرة الإسلام و أهله و دعم الجهاد و المشاركة في مقارعة أهل الشرك و الإلحاد ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.
لتحميل البيان :
رابط مباشر:
http://dl104.herosh.com/feb4177fa21b...221/tunis2.pdfصفحة التحميل:
http://www.herosh.com/download/7290499/tunis2.pdf.htmlرابط تحميل آخر :
http://www.down-file.com/download.ph...2961829891.pdf